أوراق من جنة الأدب: الشاعر عصام الغزالي

يقول د. أحمد البراء الأميري عن الشاعر عصام الغزالي أن أحدَ الأشخاص في مرة من المرات أذاهُ شعريا فرد يفتخر و يخاطب الشاعر الذي خاض فيه فقال :

هيئ يراعك واشحذِ ... واسمع قصيدي واحتذِ

أفديك إن جادت عليك ... يد القصيد بمأخذِ
إن كان ثمة شاعر ... فوق اللحاق أنا الذي
وأنا الذي جبتُ البحور ... قلاعي الكلم الشذي
صادقتُ شيطان الخيال ... وما همست تعوذي
وبسطت مائدة الجمال ... تضم كلَّ محبَّذِ
ودخلتُ وجدان الأحبة ... والمسامع منفذي
كل الحروف عشقنني ... فطعمت قبلة ذي وذي
وهَصَرتُ قافية أبت ... ثني العنان لجِهبِذِ
يا أحرفا خاف الروي .. وفرَّ منكِ لتنبذي
مالي غريم يا حروف ... ألا اعشقي وتتلمذي

يقول الأميري : لو أني أردت الرد عليه بالذال المكسورة ما أستطيع فخترت قافية الضاد و هي قافبة جيدة فقلت :

ذللَّتَ ناشِزةَ القَريضْ **** وقَهرْتَ ذا القلبِ المريضْ
وسطَعْتَ في أُفُق القَوافي *** كوكبًا حُلوَ الوميضْ
مددٌ مِن الإلهام بالْأَبهَى *** وبِالأسْنَى يَفيض
وقريحة مِعْطاءُ تَمْنَحُك *** المعانيَ.. لا تَغيض
لله دَرُّك يا عصامُ *** ودَرُّ ذا الفنِّ الغريضْ
أَرْضَيْتَ تِيهَ المُعجبات *** بِأَبرُد حُمْرٍ وبيض

إني أُعيذ نُهاك مِن كبْر *** ومِن عُجبٍ بَغيضْ
لكنَّ مأفونًا تعالى **** يدَّعي المجدَ العريض
لأحقُّ أن يُسقَى الأذى *** ويَعود بالطَّرْف الغَضيض
أنت الذُّرَى في الشِّعر وهْوَ *** المرتَمي عند الحضيض
فإذا سعَى للسَّبق سعْيَ *** العاجِزين، غَدا الرَّفيض
نِسْرٌ يَبُزُّ السافيات ***** وطائر غِرٌّ مَهيض

مدْحي بشِعركَ يا عصامُ **** أقلُّ مِن صوت خَفيض
والنُّور فتَّانًا على *** أبياتك الحُسنى يفيض

------------------------
من برنامج سيرة أدبية الحلقة الثانية مع د. أحمد البراء الأميري

1 ." هَصَرَ الْغُصْنَ " : كَسَّرَهُ ولَوَاهُ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ . ." هَصَرَ الشَّيْءَ " : جَذَبَهُ ، أَمالَهُ
2. القَرِيضُ : الشِّعرُ
3. الغَرِيضُ كلُّ غِناء محدَثٍ فيه طراوة . و الغَرِيضُ المُغَنِّي المجيد
4. الرَّفِيضُ المُتَكَسِّر
5. السَافيات أي الرياح
6. مَهيض الجناح : واهن ، ضعيف ، عاجز

---------
~M.M~
رغم الفخر الذي إفتخر عصام الغزالي إلا انه أتى بقافية قوية (الذالة المكسورة)