أحمد شوقي :أمير الشعراء
شخصيات أدبية هي صفحة شهرية ،نوافيكم من خلالها بتقرير عن إحدى أهم الشخصيات الأدبية في التاريخ العربي
ونترككم مع أولى الشخصيات وهو الشاعر الكبير أحمد شوقي و الملقب بأمير الشعراء
ونترككم مع أولى الشخصيات وهو الشاعر الكبير أحمد شوقي و الملقب بأمير الشعراء
ولد الشاعر الكبير أمير الشعراء أحمد شوقي بن علي شوقي بن أحمد شوقي سنة 1285هـ في القاهرة
ويبدو أن كلمة ( شوقي ) جزء من الاسم بدليل وروردها في اسم الشاعر واسم أبيه واسم جده أو لعلها لقب الأسرة
وقد ولد أحمد شوقي في بيئة عربية مسلمة وبها نشأ وتعلم وتثقف وقد أتمّ شاعرنا دراسته الابتدائية فالمتوسطة فالثانوية ثم التحق بكلية الحقوق التي كان السبب في دخولها أستاذه الشيخ البسيوني حسب ما ذكره الشيخ أحمد زكي وكان زميلًا لأحمد شوقي في كلية الحقوق قال ( إن المرحوم الشيخ البسيوني البياني من علماء الأزهر الأجلاء كان يدرس لهم علوم البلاغة في كتابه " حسن الصنيع في المعاني والبيان والبديع " وكان شوقي يكثر من نظم القصائد في توفيق الخديوي كلما هل موسم أوأطل عيد فما لبث أن رأى في تلميذه شوقي قبل إزجائها إلى صحيفة الوقائع المصرية وغيرها من الصحف فكان شوقي ببساطة الناشئ يشير بمحو أو حذف أو تصحيح أو إثبات في القوافي أو الأبيات أو الكلمات فعندئذ تحدث أستاذه إلى أصحاب الحكم عن نبوغ هذا التلميذ مبكرًا فكانت هذه الشهادة من أكبر الأسباب التي حدت بالخديوي توفيق إلى إرساله على نفقته الخاصة لإتمام الدراسة بباريس لتغذية مواهبه الغزيرة بما يراه في الغرب من روائع الشعر البديع وقد تحققت له الآمال وكان شوقي يبعث بقصائده من فرنساإلى الخديوي بمصر فتصله الهدايا والصلات حتى عاد إلى مصر فألحقه بالقصر من جديد ولم يزل يرتقي في العمل حتى صار رئيس القلم الإفرنجي وعلت منزلته عند الخديوي حتى صارمقصد ذوي الحاجات وشفيع من لا شفيع له عند الخديوي وعندما توفي الخديوي توفيق جاء بعده عباس حلمي الثاني فلم يعر شوقيًا أي اهتمام ولكنه في النهاية عاد فقرّبه وجعله شاعر الحضرة ورئيس القلم الإفرنجي
ويبدو أن كلمة ( شوقي ) جزء من الاسم بدليل وروردها في اسم الشاعر واسم أبيه واسم جده أو لعلها لقب الأسرة
وقد ولد أحمد شوقي في بيئة عربية مسلمة وبها نشأ وتعلم وتثقف وقد أتمّ شاعرنا دراسته الابتدائية فالمتوسطة فالثانوية ثم التحق بكلية الحقوق التي كان السبب في دخولها أستاذه الشيخ البسيوني حسب ما ذكره الشيخ أحمد زكي وكان زميلًا لأحمد شوقي في كلية الحقوق قال ( إن المرحوم الشيخ البسيوني البياني من علماء الأزهر الأجلاء كان يدرس لهم علوم البلاغة في كتابه " حسن الصنيع في المعاني والبيان والبديع " وكان شوقي يكثر من نظم القصائد في توفيق الخديوي كلما هل موسم أوأطل عيد فما لبث أن رأى في تلميذه شوقي قبل إزجائها إلى صحيفة الوقائع المصرية وغيرها من الصحف فكان شوقي ببساطة الناشئ يشير بمحو أو حذف أو تصحيح أو إثبات في القوافي أو الأبيات أو الكلمات فعندئذ تحدث أستاذه إلى أصحاب الحكم عن نبوغ هذا التلميذ مبكرًا فكانت هذه الشهادة من أكبر الأسباب التي حدت بالخديوي توفيق إلى إرساله على نفقته الخاصة لإتمام الدراسة بباريس لتغذية مواهبه الغزيرة بما يراه في الغرب من روائع الشعر البديع وقد تحققت له الآمال وكان شوقي يبعث بقصائده من فرنساإلى الخديوي بمصر فتصله الهدايا والصلات حتى عاد إلى مصر فألحقه بالقصر من جديد ولم يزل يرتقي في العمل حتى صار رئيس القلم الإفرنجي وعلت منزلته عند الخديوي حتى صارمقصد ذوي الحاجات وشفيع من لا شفيع له عند الخديوي وعندما توفي الخديوي توفيق جاء بعده عباس حلمي الثاني فلم يعر شوقيًا أي اهتمام ولكنه في النهاية عاد فقرّبه وجعله شاعر الحضرة ورئيس القلم الإفرنجي
نفيه وإبعاده من مصر
لقدأبعد الإنجليز عباسا عن الحكم بسبب اتصاله بالأتراك وولوا مكانه حسين كامل وكان ذلك سنة 1304هـ فلم يكن لدى شوقي مكان بل بلغ من أمر الإنجليز أن حكموا بنفي أحمد شوقي عن مصر لأنه من المتحمسين للخلافة العثمانية ولأنه شاعر عباس الذي يجنح للعثمانيين . ولقد اختار أحمد شوقي أن تكون إقامته منفيا في برشلونة إحدى مدن الأندلس فارتحل هو وأسرته إليها ليقفوا بين آثار الأجداد أربع سنين ونصف . حتى إذا ما هدأ سعيرالحرب العالمية الأولى عاد أحمد شوقي إلى مصر لكنه لم يعد إلى الخديوي بل انقطع لشؤونه الخاصة وأقبل على أحوال مجتمعه الذي اتهم بالانصراف عنه وهي تهمة ما ارتاح لها لأن في شعره ما ينفيها ولا سيما ذلك الشعر الذي قاله عندما كانت صلته بالخديوي على أشدها ولست أعني شعره الاجتماعي والديني والأخلاقي الذي عالج فيه قضايا المجتمع فحسب بل أعني ذلك الشعر الذي نظمه في مدح الخديوي
تمثال أحمد شوقي في روما، إيطاليا. |
قلنا إن أحمد شوقي عاد من منفاه واعتزل العمل بالحكومة غير أن الأمة تعرف منه كل صدق ووضوح ولذا تم تعيينه عضوًا في مجلس الشيوخ ولكنه كان لا يقضي الصيف إلا في لبنان أو تركيا أو أوروبا وفي سنة 1346هـ كرّم شعراءُ العرب أحمد شوقي في مهرجان كبير أقيم في القاهرة وفيه بايعه الشعراء بإمارة الشعر وفي ذلك المهرجان ألقيت الخطب والقصائد الكثيرة وكان منها قصيدة حافظ إبراهيم التي مطلعها
أمير القوافي قد أتيت مبايعا *** وهذي وفودالشرق قد بايعت معي
وصرف أحمد شوقي اهتمامه إلى الشعر عامة وإلى الإسلامي خاصة كما عني بالشعر المسرحي وإذا كان باكثير وأمثاله هم الذين أثروا المسرح الإسلامي بمسرحياتهم الإسلامية فإنهم يعدون أحمد شوقي أستاذهم في ذلك ولا سيما في مسرحيته ( مجنون ليلى ) التي مزجت بشيء من الروح الإسلامية وبخاصة أن أحداثها كانت في أيام بني أمية ومثلها مسرحية ( علي بك الكبير ) التي جرت أحداثها في مطلع القرن الثالث عشر الهجري وعلى أي حال فإن أحمد شوقي هو الرائد الأول في المسرح الشعري العربي بوجه عام فالذين نظموا بعده جميعهم تلامذة له وقد يفوق التلميذ أستاذه وهذاأمر طبعي ولكن يظل الأستاذ صاحب السبق له فضله ومزيته
أعمال شوقي الأدبية
تبلغ آثار أحمد شوقي أربعة عشرًا أثرًا منها ما هو في الشعر ومنها ما هو في النثر ومنها ما هو في المجال المسرحي أولاً / الأعمال الشعرية
أ / الشوقيات وهو ديوان يتكون من أربعة مجلدات فالمجلد الأول اشتمل على السياسة والتأريخ والاجتماع واشتمل المجلد الثاني على ثلاثة أبواب ؛ الباب الأول في الوصف والباب الثاني في النسيب واشتمل الباب الأخير على متفرقات في الوصف والاجتماعيات والمناسبات واشتمل المجلد الثالث على المراثي واشتمل المجلد الرابع على قصاصات من صحف وبقية من مطبوعات رتبها الأستاذ سعيد العريان
ب / الشوقيات المجهولة جمعها ودرسها الدكتور محمد صبري وهي أشعار ومقالات لأمير الشعراء ظلت مبعثرة هنا وهناك حتى جمعها الدكتور محمد وتضم أكثر من 130 قصيدة أو 4000 بيت وزيادة على ذلك حوالي ألف بيت من المقطوعات والأبيات المتفرقة وحوالي ستين مقالة ج / دول العرب وعظماء الإسلام وهي أرجوزة طويلة عدد أبياتها 1729 بيت عرض فيها التأريخ الإسلامي منذ إشراقة إسلامه إلى سقوطالدولة الفاطمية في مصر منها 153 في السيرة النبوية الشريفة تلك هي أهم أعماله الشعرية
ثانيًا / أعماله النثرية
أسواق الذهب
وهي مجموعة مقالات اجتماعية جمعت عام 1351 وله فيها أسلوب رائع شبيه بأسلوب فريد وجدي في الوجديات والسجع فيها جارٍ على الطبع ناءٍ عن التكلف تخالطه الحكمة ويمازجه المثل وتأتي فيه الصورة الأدبية رائعة مشرقة لا يكدر صفاءها افتعال . أما المسرحيات فإن من أجمل ما نظم أحمد شوقي مسرحية( مجنون ليلى )التي لا تخلو من الروح الإسلامية وكذلك مسرحية( عنترة )ومسرحية( مصرع كليوباترة )و( محمد علي بك الكبير )وله ثلاث مسرحيات أخرى وله تمثيلية نظمها نثرًا (وهيأميرة الأندلس ) إبان نفيه لأسبانيا وله مسرحية( قمبيز )وله تمثيلية أخرى( الست هدى )
صفاته
كان أحمد شوقي أميل إلى القصر منه إلى الطول وكان ممتلئًا مستدير الرأس مرتفع الجبهة كث الحاجبين وسيم الطلعة في عينه اختلاج وتألق وكان وديعًا رقيقًا هادئًا عف اللسان يبتعد بنفسه عن الخصومات وكان شديد الحياء لا يتكلم إلا بصوت خفيض بل لقد كان يغلب عليه الصمت حتى يخيل إلى جلسائه كأنه ليس معهم أو كأنه يتحدث إلى عالم الأشباح أو يتحدث إلى نفسه
ثقافته
كان أحمد شوقي يعكف على التزود بالآداب العربية حتى سيطر على اللغة وألفاظها سيطرة لم تعرف لشاعر من حوله وكان أول ما أعده لذلك كتاب "الوسيلة الأدبية " للمرصفي وما قرأ فيه من أشعار القدماء وشعر البارودي وتحول من هذا الكتاب إلى دواوين الأسلاف ينهل منها ويعل وأوغل في ذلك حتى حاكى الممتازين منهم في غير قصيدة ليدل على مبلغ إتقانه للأسلوب العربي الأصيل ولقد تشرّب روح العربية وامتلك أزمتها اللغوية يصرفها كما يشاء له الشعر والفن وكان يتقن اللغة التركية ونقل عنها بعض أشعار مبثوثة في ديوانه وأهم منها أنه كان يتقن اللغة الفرنسية وآدابها وخاصة على آثار دي موسيه ولامرتين وفيكتور هيجو ولافونتين ولأولهم وثانيهم تأثيرات مختلفة فيغزله أما فيكتور هيجو فكان يملأ نفسه إعجابًا مما جعله ينسب إليه عصره ويبدو أن أروع ما كان يعجبه عنده شعره التأريخي في ديوانه أساطير القرون مما جعله ينظم مبكرًا وأما لافونتين فقد حاكاه في شعره القصصي الذي أجراه على ألسنة الطيروالحيوان لتربية الناشئة وليجدوا فيها العظة والعبرة ولعله استلهم هذا الضرب من الشعراء أيضًا كتاب كليلة ودمنة وقد نظم فيه إحدى وخمسين قصة قصيرة ولم تقف معرفة أحمد شوقي بالآداب الفرنسية عند هؤلاء الشعراء وآثارهم فقد تعرف على الشعر التمثيلي عند الفرنسيين وخاصة عند الكلاسيكيين ومن المؤكد أنه قرأ كثيرًا من القصص الغربية ولعل ذلك هو الذي جعله يحاول في مطالع حياته الأدبية حين كان موظفًا في القصر تأليف ثلاث قصص نثرية هي ( عذراء الهند ) و ( لادياس ) و ( رقة الآس ) وكانت له قدرة على استخلاص عِـبر الحياة مما جعله يكثر من نثر الحكم في أشعاره مرددًا
والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة **** أو حكمة فهو تقطيع وأوزان
ودائمًا تسوده روح التفاؤل
ودائمًا تسوده روح التفاؤل
تمثال أحمد شوقي في الدقي بالقاهرة |
أغراض الشعروموضوعاته عند أحمد شوقي
أ/ الشعر الإسلامي
يعد أعظم موضوع تناوله شاعرنا وسيأتي الحديث عنه
ب / الشعر التأريخي أو التعليمي
تناول فيه التأريخ بيد أن الشاعر الماهر في فنه الحاذق في صنعته قدألبسه ثياب الجمال وأوضح فيه مآثر الأجداد عبر الأزمان وصور فيه أحوال السلف التي انصرف عنها الخلق فأحيا المآثر ناطقة على المنابر تدعو الأبناء لحسن الاقتداء واقرأ إن شئت أرجوزته دول العرب وعظماء الإسلام أو كبار الحوادث في النيل
ج / الوصف
تناول الوصف الذي يعد أحظى الأغراض عنده لأنه منحه قصائد مستقلة مثل وصف لبنان وزحلة وأبي الهول ومعرض باريس ووصف الجزيرة والنيل كما أننا نجد أن الوصف يتخلل كثيرًا من قصائده التي لم يستقل بها مثل الهمزة ( كبار الحوادث في النيل ) والنونية ( يا نائح الطلح ) كذلك وصف ما لم يره كما في همزيته و ( يا نيل )
د / الشعر الوطني
كانت وطنية شاعرنا وطنية العربي المسلم والشاهد على ذلك شعره الذي عالج فيه مشكلات الوطن العربي والإسلامي ومن ذلك رثاؤه عمر المختار
ركزوا رفاتك في الرمال لواء *** يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارًا من دم *** يوحي إلى جيل الغد البغضاء
هـ / الرثاء
تحدث عن الرثاء وظهرت فيه عبقريته ونجد أن قصائده في الرثاء ملأت المجلد الثالث من الشوقيات ولقد رثى شاعرنا العلماء والزعماء والأدباء إلى جانب رثائه أباه وذويه كما رثى كثيرًا من مشاهير غير العرب مثل فيكتور هيجو وتولستوي وأكثر ما تدور عليه مرثياته الاعتبار وتأمل مصير الناس ومصارعهم وكثر في رثائه التساؤل عما يلقاه الميت بعد موته وحال النزع ونحو ذلك حتى وهو يرثي أباه
يا أبي والموت كأس مره *** لا تذوق النفس منها مرتين
و / المدح
لقد مدح شاعرنا ملوك مصر والخلفاء العثمانيين وبعض العلماء والأدباء وقد ضاع معظم مدحه وخاصة ما كان في ملوك مصر . وهو إذا مدح أسمعك صوت أبي تمام والبحتري وابن زيدون غير أنه يمزج مدحه دائمًا بالنصح والإرشاد والحكمة والموعظة الحسنة . وتجد في قصائد المدح نصيب الممدوح أقلّ بكثير من نصيب الوطنية والحكمة والموعظة
ز / الغزل أو النسيب كما سماه في الشوقيات
وهذا ميدان برّز فيه ونظم فيه كثيرًا من القصائد المستقلة وغزله غني بالعواطف المتدفقة والإحساسات والمشاعر المتوهجة ويسمو فيه عن التبذل والتهتك ومصدر ذلك نشأته المحافظة
ح / الشعر السياسي
ونجد الأشعار مبثوثة في جميع الأغراض التي تحدثنا عنها وخاصة في إسلامياته ووطنياته ، والسبب أن الأحداث التي تقع في الوطن العربي والإسلامي تتداخل فيها القضايا إلا أن القاعدة الثابتة عنده النزعة الإسلامية التي تنطلق منها الوطنية والسياسة ونحوها
ط / الشعر المسرحي
هذا الميدان الذي سبق فيه جميع الشعراء الذين كانوا في عصره فهو أبو الشعر المسرحي في العربية غير أنه ظهر في زمان كانت القوة فيه للمسرح الغنائي الذي يقوم على الأشعار والأناشيد والأغاني وهو كما عرفنا كان من أقدر الشعراء على تقمص الشخصية التي يتحدث عنها .وكان شاعرنا قد حاول نظم المسرحية في بداية حياته فلم يفلح ثم أقبل عليها بعد عودته من المنفى فنجح فيها إلى أبعد ما يمكن أن يصل إليه ابن زمانه وأخرج في هذا الفن سبع مسرحيات
ي / الحكمة والمثل
نجدها مبثوثة في شعره فلا تقرأ قصيدة إلا وتجد فيها نصيبًا مثل قصيدة( أيهاالعمال )
مصدرالحكمة عنده
أ / ثقافته الواسعة التي أخذها عن السابقين واللاحقين من طريق القراءة الاطلاع والاستيعاب
ب / تجاربه الطويلة في حياته التي تقلّب فيها بين الغربة والاستقرار وخالط فيها جميع طبقات المجتمع
ج / الصراع السياسي والفكري الذي عاشه مجتمعه .
أ/ الشعر الإسلامي
يعد أعظم موضوع تناوله شاعرنا وسيأتي الحديث عنه
ب / الشعر التأريخي أو التعليمي
تناول فيه التأريخ بيد أن الشاعر الماهر في فنه الحاذق في صنعته قدألبسه ثياب الجمال وأوضح فيه مآثر الأجداد عبر الأزمان وصور فيه أحوال السلف التي انصرف عنها الخلق فأحيا المآثر ناطقة على المنابر تدعو الأبناء لحسن الاقتداء واقرأ إن شئت أرجوزته دول العرب وعظماء الإسلام أو كبار الحوادث في النيل
ج / الوصف
تناول الوصف الذي يعد أحظى الأغراض عنده لأنه منحه قصائد مستقلة مثل وصف لبنان وزحلة وأبي الهول ومعرض باريس ووصف الجزيرة والنيل كما أننا نجد أن الوصف يتخلل كثيرًا من قصائده التي لم يستقل بها مثل الهمزة ( كبار الحوادث في النيل ) والنونية ( يا نائح الطلح ) كذلك وصف ما لم يره كما في همزيته و ( يا نيل )
د / الشعر الوطني
كانت وطنية شاعرنا وطنية العربي المسلم والشاهد على ذلك شعره الذي عالج فيه مشكلات الوطن العربي والإسلامي ومن ذلك رثاؤه عمر المختار
ركزوا رفاتك في الرمال لواء *** يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارًا من دم *** يوحي إلى جيل الغد البغضاء
هـ / الرثاء
تحدث عن الرثاء وظهرت فيه عبقريته ونجد أن قصائده في الرثاء ملأت المجلد الثالث من الشوقيات ولقد رثى شاعرنا العلماء والزعماء والأدباء إلى جانب رثائه أباه وذويه كما رثى كثيرًا من مشاهير غير العرب مثل فيكتور هيجو وتولستوي وأكثر ما تدور عليه مرثياته الاعتبار وتأمل مصير الناس ومصارعهم وكثر في رثائه التساؤل عما يلقاه الميت بعد موته وحال النزع ونحو ذلك حتى وهو يرثي أباه
يا أبي والموت كأس مره *** لا تذوق النفس منها مرتين
و / المدح
لقد مدح شاعرنا ملوك مصر والخلفاء العثمانيين وبعض العلماء والأدباء وقد ضاع معظم مدحه وخاصة ما كان في ملوك مصر . وهو إذا مدح أسمعك صوت أبي تمام والبحتري وابن زيدون غير أنه يمزج مدحه دائمًا بالنصح والإرشاد والحكمة والموعظة الحسنة . وتجد في قصائد المدح نصيب الممدوح أقلّ بكثير من نصيب الوطنية والحكمة والموعظة
ز / الغزل أو النسيب كما سماه في الشوقيات
وهذا ميدان برّز فيه ونظم فيه كثيرًا من القصائد المستقلة وغزله غني بالعواطف المتدفقة والإحساسات والمشاعر المتوهجة ويسمو فيه عن التبذل والتهتك ومصدر ذلك نشأته المحافظة
ح / الشعر السياسي
ونجد الأشعار مبثوثة في جميع الأغراض التي تحدثنا عنها وخاصة في إسلامياته ووطنياته ، والسبب أن الأحداث التي تقع في الوطن العربي والإسلامي تتداخل فيها القضايا إلا أن القاعدة الثابتة عنده النزعة الإسلامية التي تنطلق منها الوطنية والسياسة ونحوها
ط / الشعر المسرحي
هذا الميدان الذي سبق فيه جميع الشعراء الذين كانوا في عصره فهو أبو الشعر المسرحي في العربية غير أنه ظهر في زمان كانت القوة فيه للمسرح الغنائي الذي يقوم على الأشعار والأناشيد والأغاني وهو كما عرفنا كان من أقدر الشعراء على تقمص الشخصية التي يتحدث عنها .وكان شاعرنا قد حاول نظم المسرحية في بداية حياته فلم يفلح ثم أقبل عليها بعد عودته من المنفى فنجح فيها إلى أبعد ما يمكن أن يصل إليه ابن زمانه وأخرج في هذا الفن سبع مسرحيات
ي / الحكمة والمثل
نجدها مبثوثة في شعره فلا تقرأ قصيدة إلا وتجد فيها نصيبًا مثل قصيدة( أيهاالعمال )
مصدرالحكمة عنده
أ / ثقافته الواسعة التي أخذها عن السابقين واللاحقين من طريق القراءة الاطلاع والاستيعاب
ب / تجاربه الطويلة في حياته التي تقلّب فيها بين الغربة والاستقرار وخالط فيها جميع طبقات المجتمع
ج / الصراع السياسي والفكري الذي عاشه مجتمعه .
ومن هذه الأمور جميعًااستمد شاعرنا موعظته واستقى حكمته والتقط مثله وأهم سمات حكم شاعرنا أنه ألبسهارداءً شاعريًا أبعد عنها جفاف الأساليب
الشعر الإسلامي عند شوقي
لقد كتب نقاد كثيرون عن الإسلام في شعر شاعرنا كما تحدث الذين كتبواعن شاعرنا أو الأدب الحديث عن هذا غير أن الإسلام في شعره لم يفرغ من الحديث عنه بعد ولم يقل عنه كل ما يجب أن يقال ذلك أنه يصدر في حديثه عن الإسلام عن روح قوية جازمًا بأن الخير كل الخير في الإسلام وأن العيب في الذين أهملوا الدين الإسلامي ففي تائيته
إلى عرفات الله يابن محمد ***عليك سلام الله في عرفات
ويقول موجهًا الخطاب للمصطفى – صلى الله عيهوسلم –
شعوبك في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كهف في عميق سبات
بأيمانهم نوران كتاب وسنة***فما بالهم في حاك الظلمات
ونودالتنبيه على أنّ في هذه القصيدة وغيرها التي مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم - شائبات من التوسل
وله في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام غرر من القصائد هي في الذروة من عيون الشعر العربي لولا ما يشوبها من توسل ومن تلك القصائد الدينية همزيته التي مطلعها
ولد الهدى فالكائنات ضياء ***وفم الزمان تبسم وثناء
وهناك قصائد في الخلافة العثمانية فكان يمدح الأتراك وقد مدح مصطفى كمال عندما كان قائدًا في جند الخلافة
وأثر الإسلام وروحه الطيبة الطاهرة يعبق شذاهاف ي كل قصيدة من قصائده
لغةأحمد شوقي الشعرية
يعد شوقي أحد تلامذة البارودي ومن الذين تأثروا بمدرسته الشعرية المحافظة التي تميزت بجزالة الأسلوب وإحكام التراكيب فشعره خالٍ من الحشو والغرابة ومعظم قصائده امتازت بالصبغة الجمالية والروعة وقد كانت علامته الأولى الموسيقى فشعره امتاز بالموسيقى الرائعة كما امتاز شعره بسلامة اللغة وصحة الألفاظ ولعل ذلك يرجع لثقافته العربية الأصيلة وكذلك ثقافته الإسلامية ولحفظه القرآن الكريم
وقد وصف الدكتور شوقي ضيف قصائد أحمد شوقي بأنها كالقصور المشيدة وقد برع شاعرنا في التصوير والخيال فخياله واسع خصب يقول الدكتور شوقي ضيف عن شاعرنا ( وشعره من هذه الناحية متحف لصور وأشباح متحركة تفد إليك من كل جانب وكأنها تريد أن تأخذ عنك طرفك بأن تعلن إعجابك بصاحبها ) أما الدكتور علي مصطفى صبح فقد أرجع سمات شاعرنا الشعرية إلى
أ/ تنوع الأغراض الشعرية وتطورها على يديه من مدح ووصف ورثاء ……
ب/ العمق في الفكرة و الاستقصاء والتحليل
ج/ ثقافته الواسعة وأصالته العربية
د/ الشعر عنده يصدرعن طبع أصيل ومن غير تكلف
هـ/ رقة المشاعر ودقة الإحساس وعمق الخيال وروعة التصوير ابتكار الصور الجديدة
و/ شاعرية الحكم الخالدة والأمثال النادرة
ز/ العاطفة القوية الصادقة ولاسيما في شعره الوطني بعد المنفى والشعر الديني
ح/ الموسيقى المتدفقة والإيقاع العذب والنغم الشجي الذي يستولي على المشاعر
وفاتـــــــه
توفي سنة 1351هـ الموافق 14-10-1932م وكان عمره حينئذ قريبًا من السادسة والستين
التقرير منقول ---------
~M.M~
الشعر الإسلامي عند شوقي
لقد كتب نقاد كثيرون عن الإسلام في شعر شاعرنا كما تحدث الذين كتبواعن شاعرنا أو الأدب الحديث عن هذا غير أن الإسلام في شعره لم يفرغ من الحديث عنه بعد ولم يقل عنه كل ما يجب أن يقال ذلك أنه يصدر في حديثه عن الإسلام عن روح قوية جازمًا بأن الخير كل الخير في الإسلام وأن العيب في الذين أهملوا الدين الإسلامي ففي تائيته
إلى عرفات الله يابن محمد ***عليك سلام الله في عرفات
ويقول موجهًا الخطاب للمصطفى – صلى الله عيهوسلم –
شعوبك في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كهف في عميق سبات
بأيمانهم نوران كتاب وسنة***فما بالهم في حاك الظلمات
ونودالتنبيه على أنّ في هذه القصيدة وغيرها التي مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم - شائبات من التوسل
وله في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام غرر من القصائد هي في الذروة من عيون الشعر العربي لولا ما يشوبها من توسل ومن تلك القصائد الدينية همزيته التي مطلعها
ولد الهدى فالكائنات ضياء ***وفم الزمان تبسم وثناء
وهناك قصائد في الخلافة العثمانية فكان يمدح الأتراك وقد مدح مصطفى كمال عندما كان قائدًا في جند الخلافة
وأثر الإسلام وروحه الطيبة الطاهرة يعبق شذاهاف ي كل قصيدة من قصائده
لغةأحمد شوقي الشعرية
يعد شوقي أحد تلامذة البارودي ومن الذين تأثروا بمدرسته الشعرية المحافظة التي تميزت بجزالة الأسلوب وإحكام التراكيب فشعره خالٍ من الحشو والغرابة ومعظم قصائده امتازت بالصبغة الجمالية والروعة وقد كانت علامته الأولى الموسيقى فشعره امتاز بالموسيقى الرائعة كما امتاز شعره بسلامة اللغة وصحة الألفاظ ولعل ذلك يرجع لثقافته العربية الأصيلة وكذلك ثقافته الإسلامية ولحفظه القرآن الكريم
وقد وصف الدكتور شوقي ضيف قصائد أحمد شوقي بأنها كالقصور المشيدة وقد برع شاعرنا في التصوير والخيال فخياله واسع خصب يقول الدكتور شوقي ضيف عن شاعرنا ( وشعره من هذه الناحية متحف لصور وأشباح متحركة تفد إليك من كل جانب وكأنها تريد أن تأخذ عنك طرفك بأن تعلن إعجابك بصاحبها ) أما الدكتور علي مصطفى صبح فقد أرجع سمات شاعرنا الشعرية إلى
أ/ تنوع الأغراض الشعرية وتطورها على يديه من مدح ووصف ورثاء ……
ب/ العمق في الفكرة و الاستقصاء والتحليل
ج/ ثقافته الواسعة وأصالته العربية
د/ الشعر عنده يصدرعن طبع أصيل ومن غير تكلف
هـ/ رقة المشاعر ودقة الإحساس وعمق الخيال وروعة التصوير ابتكار الصور الجديدة
و/ شاعرية الحكم الخالدة والأمثال النادرة
ز/ العاطفة القوية الصادقة ولاسيما في شعره الوطني بعد المنفى والشعر الديني
ح/ الموسيقى المتدفقة والإيقاع العذب والنغم الشجي الذي يستولي على المشاعر
وفاتـــــــه
توفي سنة 1351هـ الموافق 14-10-1932م وكان عمره حينئذ قريبًا من السادسة والستين
التقرير منقول ---------
~M.M~
واليكم مقتطفات من قصائده
------------------------------------
قصيدة خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ
خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ
والغَواني يَغُرٌهُنَّ الثَّناءُ
أَتراها تناست اسمي لما
كثرت في غرامها الاسْماءُ
إن رَأَْتْنِي تميلُ عني ، كأن لم
تك بيني وبينها اشْياءُ
نظرة ، فابتسامة ، فسلامُ
... فكلام ، فموعد ، فَلِقاءَ
يوم كنا ولا تسل كيف كنا
نتهادى من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفاف رقيبُ
تعبت في مراسه الاهْواءُ
جَاذَبَتْني ثَوبي العَصيِّ وقالَتْ
أنتم الناس أيها الشعراء
فَاتّقوا الله في قُلوبِ اَلْعَذَارَى
فالعذارى قُلوبُهُن هَواءُ
-----------------------------------------------
------------------------------------
قصيدة خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ
خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ
والغَواني يَغُرٌهُنَّ الثَّناءُ
أَتراها تناست اسمي لما
كثرت في غرامها الاسْماءُ
إن رَأَْتْنِي تميلُ عني ، كأن لم
تك بيني وبينها اشْياءُ
نظرة ، فابتسامة ، فسلامُ
... فكلام ، فموعد ، فَلِقاءَ
يوم كنا ولا تسل كيف كنا
نتهادى من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفاف رقيبُ
تعبت في مراسه الاهْواءُ
جَاذَبَتْني ثَوبي العَصيِّ وقالَتْ
أنتم الناس أيها الشعراء
فَاتّقوا الله في قُلوبِ اَلْعَذَارَى
فالعذارى قُلوبُهُن هَواءُ
-----------------------------------------------
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ" "وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ" "لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي" "وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا" "بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ" "وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت ...أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ" "في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ" "أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً" "مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي" "إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ" "دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت" "فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها" "إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت" "وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ
وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ" "حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ
وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ" "وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ" "وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ" "وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ" "في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ" "لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي" "وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا" "بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ" "وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت ...أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ" "في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ" "أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً" "مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي" "إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ" "دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت" "فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها" "إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت" "وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ
وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ" "حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ
وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ" "وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ" "وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ" "وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ" "في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
-----------------------------------------------------
(... مضنة مرقدة مجفاة ...)
مضنـاك جـفـاهُ مـرقـده
وبكـاه ورحــمَ عــودُهُ
حيـرانُ القـلـبِ مُعَـذَّبُـهُ
مقـروح الجفـنِ مسـهـده
أودى حـرفـاً إلا رمـقـاً
يُبقـيـه علـيـك وتُنْـفِـدهُ
يستهـوي الـورق تاوهـه
ويـذيـب الصخرتـنـهـدهُ
ويناجـي النجـمَ ويتعـبـه
ويُقـيـم اللـيـلَ ويُقْـعِـدهُ
ويعـلـم كــلَّ مطـوقـة
ٍشجناً فـي الـدَّوح تـرددهُ
كم مد لطفيـكَ مـن شـركٍ
وتـــادب لا يتـصـيـدهُ
فعسـاك بغُمْـضٍ مُسعِفـهُ
ولعـلّ خيـالـك مسـعـدهُ
الحسـنُ حَلَفْـتُ بيُوسُـفِـهِ
والسـورة ِ إنـك مـفـردهُ
قـد وَدَّ جمالـك أو قبـسـاً
حـوراءُ الخُلْـدِ وأَمْــرَدُه
وتمنَّـت كــلٌّ مقطـعـة ٍ
يدهـا لـو تبعـث تشهـدهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِـيَّ دَمِـي
أكذلـك خـدَّك يحـجـده؟
قد عـزَّ شُهـودي إذ رمَتـا
فأشـرت لخـدِّك أشـهـده
وهممـتُ بجيـدِك أشركـه
فأبـى ، واستكبـر أصيـده
وهـزَزْتُ قَوَامَـك أَعْطِفـهُ
فَنَـبـا، وتمـنَّـع أَمْـلَـدُه
سبـبٌ لرضـاك أمـهـده
مـا بـالُ الخصْرِيُعَـقِّـدُه؟
بيني في الحبِّ وبينـك مـا
لا يَـقْـدِرُ واشٍ يُـفْـسِـدُه
ما بالُ العـاذِلِ يَفتـح لـي
بـابَ السُّلْـوانِ وأُوصِـدُه؟
ويقـول : تكـاد تجـنُّ بـه
فأَقـول: وأُوشِـكُ أَعْـبُـده
مَوْلايَ ورُوحِـي فـي يَـدِه
قـد ضَيَّعهـا سَلِمـتْ يَـدُه
ناقـوسُ القلـبِ يـدقُّ لـهُ
وحنايـا الأَضْلُـعِ مَعْـبَـدُه
قسـمـاً بثنـايـا لؤلُئِـهـا
قسـم الياقـوت منـضـده
ورضـابٍ يوعـدُ كـوثـرهُ
مَقتـولُ العِشـقِ ومُشْهَـدُه
وبخـالٍ كـاد يحـجُّ لــه
لـو كـان يقبَّـل أســوده
وقَوامٍ يَـرْوي الغُصْـنُ لـه
نَسَبـاً، والـرُّمْـحُ يُفَـنِّـدُه
وبخصرٍ أوهَنَ مِـنْ جَلَـدِي
وعَـوَادِي الهجـر تُـبـدِّدُه
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ
سلـوى بالقـلـب تـبـرده
مضنـاك جـفـاهُ مـرقـده
وبكـاه ورحــمَ عــودُهُ
حيـرانُ القـلـبِ مُعَـذَّبُـهُ
مقـروح الجفـنِ مسـهـده
أودى حـرفـاً إلا رمـقـاً
يُبقـيـه علـيـك وتُنْـفِـدهُ
يستهـوي الـورق تاوهـه
ويـذيـب الصخرتـنـهـدهُ
ويناجـي النجـمَ ويتعـبـه
ويُقـيـم اللـيـلَ ويُقْـعِـدهُ
ويعـلـم كــلَّ مطـوقـة
ٍشجناً فـي الـدَّوح تـرددهُ
كم مد لطفيـكَ مـن شـركٍ
وتـــادب لا يتـصـيـدهُ
فعسـاك بغُمْـضٍ مُسعِفـهُ
ولعـلّ خيـالـك مسـعـدهُ
الحسـنُ حَلَفْـتُ بيُوسُـفِـهِ
والسـورة ِ إنـك مـفـردهُ
قـد وَدَّ جمالـك أو قبـسـاً
حـوراءُ الخُلْـدِ وأَمْــرَدُه
وتمنَّـت كــلٌّ مقطـعـة ٍ
يدهـا لـو تبعـث تشهـدهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِـيَّ دَمِـي
أكذلـك خـدَّك يحـجـده؟
قد عـزَّ شُهـودي إذ رمَتـا
فأشـرت لخـدِّك أشـهـده
وهممـتُ بجيـدِك أشركـه
فأبـى ، واستكبـر أصيـده
وهـزَزْتُ قَوَامَـك أَعْطِفـهُ
فَنَـبـا، وتمـنَّـع أَمْـلَـدُه
سبـبٌ لرضـاك أمـهـده
مـا بـالُ الخصْرِيُعَـقِّـدُه؟
بيني في الحبِّ وبينـك مـا
لا يَـقْـدِرُ واشٍ يُـفْـسِـدُه
ما بالُ العـاذِلِ يَفتـح لـي
بـابَ السُّلْـوانِ وأُوصِـدُه؟
ويقـول : تكـاد تجـنُّ بـه
فأَقـول: وأُوشِـكُ أَعْـبُـده
مَوْلايَ ورُوحِـي فـي يَـدِه
قـد ضَيَّعهـا سَلِمـتْ يَـدُه
ناقـوسُ القلـبِ يـدقُّ لـهُ
وحنايـا الأَضْلُـعِ مَعْـبَـدُه
قسـمـاً بثنـايـا لؤلُئِـهـا
قسـم الياقـوت منـضـده
ورضـابٍ يوعـدُ كـوثـرهُ
مَقتـولُ العِشـقِ ومُشْهَـدُه
وبخـالٍ كـاد يحـجُّ لــه
لـو كـان يقبَّـل أســوده
وقَوامٍ يَـرْوي الغُصْـنُ لـه
نَسَبـاً، والـرُّمْـحُ يُفَـنِّـدُه
وبخصرٍ أوهَنَ مِـنْ جَلَـدِي
وعَـوَادِي الهجـر تُـبـدِّدُه
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ
سلـوى بالقـلـب تـبـرده
------------------------------------------------------
(... على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ ...)
على قدرِ الهوى يأْتي العِتـابُ
ومَنْ عاتبتُ يَفْديِـه الصِّحـابُ
ألوم معذِّبـي ، فألـومُ نفسـي
فأُغضِبها ويرضيهـا العـذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبـتُ عنـه
ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهْـوَى يُجَـازَى
ومالِكُـه بـأن يَجْنِـي يُثـاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكـن
نفارُ الظَّبي ليـس لـه عِقـاب
يلـوم اللائمـون ومــا رأَوْه
وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب
صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبـي
عليّ، وراجع الطَّرَب الشبـاب
كأن يد الغـرامَِ زمـامُ قلبـي
فليس عليه دون هَوى ً حِجاب
كأَنَّ روايـة َ الأَشـواقِ عَـوْدٌ
على بدءٍ ومـا كمـل الكتـاب
كأني والهـوى أَخَـوا مُـدامٍ
لنا عهدٌ بها، ولنـا اصطحـاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق
أُعيدَ العهدُ، وامتـد الشَّـراب
على قدرِ الهوى يأْتي العِتـابُ
ومَنْ عاتبتُ يَفْديِـه الصِّحـابُ
ألوم معذِّبـي ، فألـومُ نفسـي
فأُغضِبها ويرضيهـا العـذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبـتُ عنـه
ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهْـوَى يُجَـازَى
ومالِكُـه بـأن يَجْنِـي يُثـاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكـن
نفارُ الظَّبي ليـس لـه عِقـاب
يلـوم اللائمـون ومــا رأَوْه
وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب
صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبـي
عليّ، وراجع الطَّرَب الشبـاب
كأن يد الغـرامَِ زمـامُ قلبـي
فليس عليه دون هَوى ً حِجاب
كأَنَّ روايـة َ الأَشـواقِ عَـوْدٌ
على بدءٍ ومـا كمـل الكتـاب
كأني والهـوى أَخَـوا مُـدامٍ
لنا عهدٌ بها، ولنـا اصطحـاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق
أُعيدَ العهدُ، وامتـد الشَّـراب
------------------------------------------------------
(... لك أَن تلوم .. ولي من الأَعذار ...)
لك أَن تلوم، ولي مـن الأَعـذار
أن الهـوى قـدرٌ مـن الأقـدار
ما كنت أسلـمُ للعيـون سلامتـي
وأَبيحُ حادثـة َ الغـرام وَقـاري
وطَـرٌ تَعَلَّقَـه الفـؤادُ وينقضـي
والنفسُ ماضيـة ٌ مـع الأوطـار
يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في الهوى
لو أَنـه بيَـدِي فككْـتُ إسـاري
جار الشبيبة ، وانتفـع بجوارهـا
قبلَ المشيب، فما لـه مـن جـار
مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبـا
مثل الريـاض تحـبُّ فـي آذار
أبدأ فروقُ من البلاد هي المنـى
ومنـايَ منهـا ظبيـة ٌ بـسِـوار
ممنوعـة ٌ إلا الجمـالَ بـأَسـره
محجوبـة ٌ إلا عـن الأنـظـار
خطواتها التقوى ، فـلا مزهـوة ٌ
تمشي الـدَّلال، ولا بـذات نفـار
مرّتْ بنا فوق الخليج، فأَسفـرتْ
عن جَنّـة ، وتلفتـت عـن نـار
في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى
نظرا ، ولا ينظرن في الإصـدار
عارضتهنّ ، وبين قلبي والهـوى
أَمـرٌ أُحــاول كتْـمَـه وأُداري
لك أَن تلوم، ولي مـن الأَعـذار
أن الهـوى قـدرٌ مـن الأقـدار
ما كنت أسلـمُ للعيـون سلامتـي
وأَبيحُ حادثـة َ الغـرام وَقـاري
وطَـرٌ تَعَلَّقَـه الفـؤادُ وينقضـي
والنفسُ ماضيـة ٌ مـع الأوطـار
يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في الهوى
لو أَنـه بيَـدِي فككْـتُ إسـاري
جار الشبيبة ، وانتفـع بجوارهـا
قبلَ المشيب، فما لـه مـن جـار
مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبـا
مثل الريـاض تحـبُّ فـي آذار
أبدأ فروقُ من البلاد هي المنـى
ومنـايَ منهـا ظبيـة ٌ بـسِـوار
ممنوعـة ٌ إلا الجمـالَ بـأَسـره
محجوبـة ٌ إلا عـن الأنـظـار
خطواتها التقوى ، فـلا مزهـوة ٌ
تمشي الـدَّلال، ولا بـذات نفـار
مرّتْ بنا فوق الخليج، فأَسفـرتْ
عن جَنّـة ، وتلفتـت عـن نـار
في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى
نظرا ، ولا ينظرن في الإصـدار
عارضتهنّ ، وبين قلبي والهـوى
أَمـرٌ أُحــاول كتْـمَـه وأُداري
------------------------------------------
الناس صنفان موتى في حياتهم
وآخرون ببطن الأرض أحياء
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف
إن الشجاع هو الجبان عن الأذى
وأرى الجريء على الشرور جباناً
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدة وجهاد
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا
وليس الخلد مرتبة تلقى
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
وآثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
وآخرون ببطن الأرض أحياء
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف
إن الشجاع هو الجبان عن الأذى
وأرى الجريء على الشرور جباناً
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدة وجهاد
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا
وليس الخلد مرتبة تلقى
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
وآثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
----------------------------------------
أحبُّك مصر من أعمـاق قلبي
وحبُّك في صميم القلب نامي
سيجمعُني بـــك التاريخُ يومًا
إذا ظهر الكرامُ على اللئــام
لأجلــك رحتُ بالدنيـا شقيًّا
أصدُّ الوجهَ والدنيــا أمامــي
وأنظـــر جَنَّةً جمعتْ ذِئابًـــا
فيصرُفُني الإباءُ عن الزحـــام
وهبتُكِ غيــــر هــيَّابٍ يَراعًا
أشدَّ على العدِّو من الحســام
----------------------------------------
اختلاف النهار والليل يُنـسـي
اذكرا لي الصِّبا وأيام أُنْسـي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها
أو أسي جرحه الزمان المؤسي
كلما مــرت الليالــــــي عليــه
رقَّ والعهد في الليالي تقسي
اذكرا لي الصِّبا وأيام أُنْسـي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها
أو أسي جرحه الزمان المؤسي
كلما مــرت الليالــــــي عليــه
رقَّ والعهد في الليالي تقسي
---------------------------------------------
ويقول أيضاً: في عمر المختار
رَكَـزُوا رُفـات؟؟؟؟ فـي الرّمـال لِـواءَ
يَســتنــهضُ الــوادي صبـاحَ مَســاءَ
يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ
تُوحِـــي إِلـى جــيــل الغـــدِ البَغْضـاءَ
مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ
بيـــن الشــعــوب مَــــوَدَّةً وإِخــــاءَ؟
جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ
تـــتـــلمَّــسُ الحـــريَّـــــةَ الحــــمراءَ
يأَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا
يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ
تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ
أَبْــــلَى فأَحســنَ فـي العــــدوِّ بَــــلاءَ
وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ
وكــهــولِـهـم لــم يبـْرَحُــــوا أَحيـــاءَ
لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل
دخــــلوا عــلى أَبــراجِــهـا الجـوزاءَ
فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ
وتوغَّـلــوا, فاســتعمروا الخـــضراءَ
وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا
(دَارَ الســــلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـــمّاءَ
خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى
لـــم تَبْــــنِ جــاهًــــا, أَو تَلُـــمَّ ثَــراءَ
إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا
لــيس البطولـــةُ أَن تَعُــــبَّ المـــــاءَ
إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا
ضــجَّــــتْ عليــكَ أَراجـــلاً ونســــاءَ
والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم
لا يملِــكـون مـــعَ الـمُصَــابِ عَـــزاءَ
رَكَـزُوا رُفـات؟؟؟؟ فـي الرّمـال لِـواءَ
يَســتنــهضُ الــوادي صبـاحَ مَســاءَ
يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ
تُوحِـــي إِلـى جــيــل الغـــدِ البَغْضـاءَ
مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ
بيـــن الشــعــوب مَــــوَدَّةً وإِخــــاءَ؟
جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ
تـــتـــلمَّــسُ الحـــريَّـــــةَ الحــــمراءَ
يأَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا
يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ
تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ
أَبْــــلَى فأَحســنَ فـي العــــدوِّ بَــــلاءَ
وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ
وكــهــولِـهـم لــم يبـْرَحُــــوا أَحيـــاءَ
لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل
دخــــلوا عــلى أَبــراجِــهـا الجـوزاءَ
فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ
وتوغَّـلــوا, فاســتعمروا الخـــضراءَ
وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا
(دَارَ الســــلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـــمّاءَ
خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى
لـــم تَبْــــنِ جــاهًــــا, أَو تَلُـــمَّ ثَــراءَ
إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا
لــيس البطولـــةُ أَن تَعُــــبَّ المـــــاءَ
إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا
ضــجَّــــتْ عليــكَ أَراجـــلاً ونســــاءَ
والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم
لا يملِــكـون مـــعَ الـمُصَــابِ عَـــزاءَ
-----------------------------------------
قصة الثعلب و الديك
برز الثعـــــــلب يوما *** في شعــــــار الواعظــــــــــــينا
فمشى في الأرض يهـــذي *** ويســـب المـــــــاكرينا
ويقول: الحـــــــمد لله *** إلـــــــــه العــــــالـمــــــــــينا
يا عــــــــــباد الله توبوا *** فهو كهــــــــــف التــــــائبينا
وازهدوا في الطير إن الـ *** عيش عيش الزاهـــدينــــا
واطلبوا الديـــك يؤذن *** لصـــلاة الصــــــــــــبح فينــــا
فأتى الديك رســــــول *** من إمــــــــــام الناســــكينا
عرض الأمر عليــــــه *** وهـــــو يرجــــــــــو أن يلينــــا
فأجـــــاب الديـك عذرا *** يا أضـــل المهـــــتدينـــــــــا
بلـــــغ الثعلب عنـــي *** عن جـــــــدودي الصالحـــينا
عن ذوي التيجان ممن *** دخــــــل البطــــــــن اللعينا
إنهم قــــــــــالوا وخير الـ *** قــــــول قــــول العـــارفينا
" مخطـــئ من ظن يومــــا *** أن للثعــــــــلب ديـــــنا "
----------------------------------------
جارة الوادي
يا جارةَ الوادي ، طَرِبْتُ وعادنـــــــي
ما يشبهُ الأَحلامَ من ذكـــــــــــــراك
مَثَّلْتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى
والذكرياتُ صَدَى السنينَ الحـــــاكي
ولقد مررْتُ على الرياض برَبْـــــــــــوَةٍ
غَنَّاءَ كنتُ حِيـــــــــــــالَها أَلقـــــــــاك
ضحِكَتْ إِليَّ وجُوهــــــــها وعيــــونُها
ووجدْتُ في أَنفاســــــــــــــها ريّـــاك
لم أدر ما طِيبُ العِناقِ على الهــــوى
حتى ترفَّق ســـــــــاعدي فطــــــواك
وتأَوَّدَتْ أَعطــــــــافُ بانِك في يـــدي
واحــــــــمرّ من خَفَرَيْهما خــــــــدّاك
ودخَلْتُ في ليلين : فَرْعِك والُّدجـى
ولثمتُ كالصّبح المنــــــــــوِّرِ فــــــاكِ
ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْــــــــوَةً
من طيب فيك ، ومن سُــــلاف لَمَاك
وتعطَّلَتْ لغةُ الكـــــــــــــلامِ وخاطبَتْ
عَيْنَىَّ في لغة الهــــــــــــــوى عيناك
ومَحَــــــــوْتُ كلَّ لُبانةٍ من خاطـــــري
ونَسِيتُ كلَّ تَعـــــاتُبٍ وتشـــــــــاكي
لا أمسِ من عمرِ الزمــــــــــان ولا غَدٌ
جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضـــــــــــــــاك
يا جارةَ الوادي ، طَرِبْتُ وعادنـــــــي
ما يشبهُ الأَحلامَ من ذكـــــــــــــراك
مَثَّلْتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى
والذكرياتُ صَدَى السنينَ الحـــــاكي
ولقد مررْتُ على الرياض برَبْـــــــــــوَةٍ
غَنَّاءَ كنتُ حِيـــــــــــــالَها أَلقـــــــــاك
ضحِكَتْ إِليَّ وجُوهــــــــها وعيــــونُها
ووجدْتُ في أَنفاســــــــــــــها ريّـــاك
لم أدر ما طِيبُ العِناقِ على الهــــوى
حتى ترفَّق ســـــــــاعدي فطــــــواك
وتأَوَّدَتْ أَعطــــــــافُ بانِك في يـــدي
واحــــــــمرّ من خَفَرَيْهما خــــــــدّاك
ودخَلْتُ في ليلين : فَرْعِك والُّدجـى
ولثمتُ كالصّبح المنــــــــــوِّرِ فــــــاكِ
ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْــــــــوَةً
من طيب فيك ، ومن سُــــلاف لَمَاك
وتعطَّلَتْ لغةُ الكـــــــــــــلامِ وخاطبَتْ
عَيْنَىَّ في لغة الهــــــــــــــوى عيناك
ومَحَــــــــوْتُ كلَّ لُبانةٍ من خاطـــــري
ونَسِيتُ كلَّ تَعـــــاتُبٍ وتشـــــــــاكي
لا أمسِ من عمرِ الزمــــــــــان ولا غَدٌ
جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضـــــــــــــــاك
----------------------------------------------
سجا الليل
سجا الليل حتى هاج لي الشعر والهوى *** وما البيد إلا الليل والشعر والحب
ملأت سماء البيد عشقـــــــــا وأرضها *** وحملت وحدي ذلك العشق يا رب
ألم على أبيـــــــــات ليلى بين الهـــوى *** وما غير أشـــواقي دليل ولا ركب
وباتت خيامي خطوة من خيامهــــــــا *** فلم يشفني منها جـــوار ولا قرب
إذا طاف قلبي حولهـــــــــا جن شوقه *** كذلك يطفي الغلة المنهــل العذب
يحن إذا شطت، ويــصبوا إذا دنت *** فيا ويح قلبي كم يحن وكم يصبوا
------------------------------------------------------
شكوت البين
ردت الروح على المضني معك *** أحســــــــن الأيـــــــــــام يوم أرجعك
مر من بعـــــــــــدك ما روعني *** أترى يا حـــــــــــلو بعدي روعـــــــك؟
كم شكوت البين بالليــــــل إلى *** مطلع الفجر عســـــى أن يطلعـــك
وبعثت الشـــوق بي ريح الصبــا *** فشكا الحـــــرقة مما استودعــــــك
يا نعيمي وعذابي في الهـــــــوى *** بعـــــذولي في الهوى ما جمعك؟
أنت روحي، ظلم الواشـــي الذي *** زعم القلب ســــــلي أو ضيعـــــك
موقعي عنــــدك لا أعلمـــــــــــــه *** آه لو تعلم عندي موقعـــــــــــك!
أرجفوا أنك شــــــــــــاك موجع *** ليــــت لي فـــوق الضـــنا ما أوجعك
نامت الأعين إلا مقلـــــــــــــــة *** تسكب الدمــــع وترعى مضجعك
-------------------------------------------------------
ريم على القاع
ريم على القــــــاع بين البان والعلم *** أحل سفك دمى في الأشــهر الحرم
رمى القضــــاء بعيني جؤذر أسدا *** يا ساكن القــاع، أدرك ســــاكن الأجم
لما رنا حدثتني النفــــــــــس قائلة *** يا ويح جنبك بالســــهم المصيب رمي
جحدتها و كتمت الســــــهم في كبدي *** جرح الأحبـــــه عندي غير ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق *** إذا رزقت التمــاس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه، والهــــوى قدر *** لو شفك الوجــــــد لم تعــــذل ولم تلم
لقد أنلتـــــــــــــك أذنا غـــير واعية *** ورب منتصت والقـــــــلب في صــــــمم
يا ناعس الطرف،لا ذقت الهوى أبدا *** أسـهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
ريم على القــــــاع بين البان والعلم *** أحل سفك دمى في الأشــهر الحرم
رمى القضــــاء بعيني جؤذر أسدا *** يا ساكن القــاع، أدرك ســــاكن الأجم
لما رنا حدثتني النفــــــــــس قائلة *** يا ويح جنبك بالســــهم المصيب رمي
جحدتها و كتمت الســــــهم في كبدي *** جرح الأحبـــــه عندي غير ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق *** إذا رزقت التمــاس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه، والهــــوى قدر *** لو شفك الوجــــــد لم تعــــذل ولم تلم
لقد أنلتـــــــــــــك أذنا غـــير واعية *** ورب منتصت والقـــــــلب في صــــــمم
يا ناعس الطرف،لا ذقت الهوى أبدا *** أسـهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
جميل جدا ان تنشروا مواضيع مثل هذه تفرح القلب و تسر الخاطر ما اجمل و ما اروع هذا الشعر ادعوا جميعكم بالرحمة لامير الشعراء احمد شوقي رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه
ردحذفثانكيوو
ردحذف